بعضهم يتدخل في شؤون المطبخ وآخرون يفكرون في العودة للأوطان

من طرف dreamnagd السبت فبراير 09, 2008 5:20 am

يواجه العديد من الزوجات العربيات المقيمات في هولندا، مشكلة أسرية حقيقية مع أزواجهن، بسبب تعطل الأزواج عن العمل، لتقلص فرص العمل أمام الأجانب، أو بسبب إحالتهم مبكرا أو غير مبكر للمعاش، ولا يكون العجز المالي أو عدم توفير احتياجات الأسرة المالية هو السبب، لأن الحكومة توفر للعاطلين عن العمل بدلات بطالة تعادل الحد الأدنى من الأجور.
تقول باسانت. أ وهي زوجة تونسية منذ 8 سنوات "زوجي عاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات، أعاني معه معاناة شديدة، وأسعى لأن يلتحق بأي عمل. لقد أصبح يتدخل في شؤون المطبخ، وفي ألوان ملابس الأطفال وصرعاتها، ولا يعجبه شيء في ترتيب المنزل، يتدخل في أمور لم يكن يتدخل فيها من قبل، أشياء صغيرة ودقيقة تخص سيدة البيت وحدها".
وتقول سلوى. أ وهي مصرية "زوجي تقاعد مبكرا منذ سبع سنوات بسبب إصابة في ساقه، وهو يحصل على تعويض كاف من الحكومة، لكنه بلا عمل منذ ذلك الوقت، بناتنا الثلاث أصبحن لا يطقن تدخله في كل شيء، لقد اعتدت منذ زواجي منه قبل 18 سنة أن أرتب كل شؤون الأسرة وأمور الفتيات في الدراسة بمفردي، وهو في عمله، وكان هو يثق في ويعتمد علي في إدارة تلك الأشياء، ولكن منذ أن تعطل عن العمل، وتغيرت اهتماماته، أصبح لا يثق في أمر أفعله أو قرار أتخذه".
وتضيف أنه يفكر الآن في العودة للوطن، يقول إنه قد يمكنه هناك العثور على أي عمل خفيف أو إقامة مشروع ما يشغل فراغه، أما البقاء هكذا فيعني انتظاره للموت وهو لا يزال في الخمسينات من العمر، وعودتي ستقلب كل المعايير رأسا على عقب، بناتي في مراحل تعليمية مختلفة، ولا أعرف كيف سأعيد تأهيلهن هناك مع نظم التعليم المختلفة.
أما نفيسة. م وهي في الستين من عمرها مغربية الأصل، وزوجها أحيل للتقاعد منذ خمس سنوات، فتقول "أولادي كبروا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يبق سواي وهو بالمنزل، لا أقول إنه أصبح عبئا، لأنه زوجي ووالد ولدي الاثنين، ولكنه أصبح متمارضا. كل يوم يشكو أن به ألما مختلفا، وأذهب معه للطبيب الذي يؤكد أنه سليم ومعافى تماما وغير مصاب بأي علة، قال لي الطبيب إن الوهم والفراغ يصوران له المرض لجذب الاهتمام".
وعلى النقيض من ذلك تقول ليلى وهي مصرية الأصل ومتزوجة من هولندي مسلم "منذ أن خرج زوجي للتقاعد، بدأت معه الحياة الجميلة، نحن لم ننجب أطفالا، ولم يشعرني يوما بالعجز لأن السبب مني، وكنت أقضي ساعات طويلة وحدي وهو بعمله، وعندما تقاعد، بدأنا ننظم حياة مليئة بالأنشطة الاجتماعية، وبالخروج في نزهات، وبيتي مفتوح لجميع الأصدقاء يوميا".
وتقول إيندي فان دراخر (أخصائية الشؤون الاجتماعية بإحدى دور المسنين فى دوردريخت) "في هولندا لا يشعر غالبية المحالين إلى المعاش بمشاعر اليأس أو الحزن، خاصة إذا كان لهؤلاء أولاد وزوجة، لأنهم يتفرغون لحياتهم الأسرية تماما بعد التقاعد، خاصة أن ساعات العمل وأيامه كانت طويلة واستغرقت سنوات الشباب، لذلك يجد الهولندي رجلا أو امرأة في سن التقاعد فرصة للانطلاق والعيش في حرية وسعادة".
وتعيب إيندي على بعض الأجانب الذين يرون في سن التقاعد نهاية العمر، وترجع ذلك إلى انزوائهم في أركان قصية بالمجتمع، وعدم مشاركتهم في الحياة العامة، وتقول إن هناك مرضا ينتشر بين هؤلاء المسنين وهو "هووم سيكنس" أي مرض الحنين إلى الوطن، ولكن عودة هؤلاء في هذه السن وبعد أعوام طويلة من الغياب للوطن، قد تشعرهم بغربة أخرى.
وتنصح إيندي الزوجات بالتعامل مع تقاعد الزوج على أنه مرحلة جديدة جميلة من الحياة، لا مرحلة معقدة مليئة بالمشاكل، فبديهي أن الزوج سيلتفت لأشياء في حياة أسرته كان يغفلها أو يتجاهلها أو يعتمد فيها على زوجته، وعلى الزوجة تقبل ذلك بصدر رحب، وتحاول إشراك زوجها في أمور كانت تديرها بنفسها، وبذلك يشعر الزوج بأن له قيمة في الحياة.